السلام عليكم ولارحمة الله وبركاته
يقول المثل المشهور (الانسان ابن بيئته ) وهذا المثل صحيح الى حد ما ، بغض النظر الى المرجعية التي تؤطر الجو العام والخاص لهذه البيئة ، والناظر الى حالة امتنا من المحيط الى المحيط -مهما ضعف بصره وكل نظره - يعلم يقينا ان شعوب هذه الامة المكرمة من عند الله بالرسالة الخاتمة -خير امة اخرجت للناس - لا قيمة لهم على مستويات عدة وفي مواقع مختلفة ، رغم العناوين الرنانة والطنانة ولكنها :
كمثل الطبل يسمع من بعيد * وباطنه من الخيرات خال
اشخاص تعظم ، وعناوين تفخم ، وعارات تضخم ، كل ذلك مع مواقف باهتة في حقيقتها ، هزيلة في عطائها ، ان لم نقل اغلبها على عكس الحقيقة ..
هذا هو حال الامة الان ، ومواطنها ذكورا واناثا يحملون معهم نفس صبغيات الوارثة الاجتماعية بنسب متفاوتة ...
ويصدق المثل القائل : (الانسان ابن بيئته )
وحديثي هذا يخص الفتاة بصفة خاصة كعنصر مهم واسا في جسم هذه الامة ، بل لا ابالغ ان قلت ان صحتها -اعني الامة - وثعفها- تقدمها وتخلفها- يتحدد بشكل واضح وجلي في قوة وضعف فتياتها في المجالات المؤثرة في حركة الحياة .
نرى مع كل صاحب ضمير حي بكل الم وحسرة ما تعيشه المراة عموما والفتاتة بخاصة ، من انحطاط صارخ لمكانتها في جميع الزوايا والمواقع ، من التاريخ المعاصر ، رغم المساحيق الكثيرة التي تطلي بها صورتها هنا وهناك ...
كيف قيمة الفتاتة في ذاتها اولا وقبل كل شيء ؟ قيمتها في الاسرة ؟ في المجتمع ؟
كيف هي قيمة الفتاة في الاعلام ممثلة في الفيلم ووالمسلسل والمسرحية والاغنية بشتى اصنافها والاشهار بكل الوانه ، كموضوع لكل هذا وذاك في الرسالة الاعلامية ؟
قيمتها في العمل كطبيبة ومهندسة وسكرتيرة ، وكذلك خادمة في المنازل ، وعارضة ازياء ، ومضيفة في الطائرة ؟
قيمتها في الفنادق والكباريهات والعلب لاليلية ، وكذا في مواخير ودور الدعارة ، وفي المقاهي والحدائق والارصفة ...
قيمتها في كل ذلك وفي غيره ....
لا شك ان الناظر والمتامل لقيمة المراة عموما والفتاة خاصة ، يعلم نسبتها الواقعية ومكانتها الحقيقية في حياة هذه الامة عامة .
والحقيقة تقال ان هذه الفتاة لو وجدت واقعا - بكل مكوناته ومرجعياته المؤثرة - يعطي قيمة للفتاة ، لكانت لها مكانة ، ولكن لما كان الوسط ، لا يعيرها اهتماما ، بل بالعكس يستخف بها وبمكانتها ، وهذه حقيقة ظاهرة ولا تحتاج الى توضيح ، تؤكدها كل السياسات الموجهة اليها والمحركة لملفاتها ، وكذا المشارب الثقافية التي تعمل على توعيتها والاهتمام بقضاياها الحقيقية .
نعم ان اعداء الفتاة -من الوحوش البشرية الضارية - مهما تعددت مواقعهم السياسية او الاجتماعية او الثقافية ، ومهما اختلفت اشكال رسائلهم في التعاطي مع موضوع الفتاة ، اتفقو جميعا على تلخيص قيمتها في جغرافيا الجسد وفقط ، وبناءا على هذا ، تصبح كل القضايا التي تهم الفتاة ترجع الى هذه الحقيقة وتعتمد عليها .
والا اين قيمة فكرها وابداعها ومساهمتها في بناء مجتمعها ، وب اين مواقعها من الاهتمام القيقي ، كمهندسة وطبيبة ومفكرة واديبة وداعية ورسالية قبل ذلك وبعده ، اين موقعها بهذه الصفات في الاعلام بشتى الوانه ؟ اين واجهة المجلات والصحف من هذا الاهتمام ؟ بل اين هذه الواجهات الاعلامية منها وهي سوداء ودميمة ومعوقة وعانسة و....؟ اين ....؟ اين ....؟ ...
ان مفردات حقوق المراة وحرية المراة وكرامة المراة ، وكل الشعارات البراقة التي ترفع يجب علينا كمسلمين ، الا نفسرها الا بمرجعيتنا وفي اطار رسالتنا ، لان هذه المطلحات لا تفسر في معاجم اللغة ، بل ولا تءخد بمضامينها كما جاءت من عند هؤلاء الشواذ ، وانما تفسر في اطار المرجعية الحقيقية والمصدر المعتمد لهذه الامة ، بل لا ننسى اننا خير امة اخرجت للناس بمعنى اننا نحن من يصدر المضطلحات التي تحمل قيم الرحمة والخير للناس كافة.
نعم ، تلك هي العوامل الحقيقية التي تحرك واقع الفتاتة في العالم الاسلامي وتشكل قيمة واذواقه ، بل وحتى تقاليده .
ويبقى المثل صادقا : الانسان ابن بيئته
تحياتي لكم بود
miss.karawana