إذا كنت من المحبين لعلوم الفلك، وتود مشاهدة مشاهدة أطول كسوف شمسي والذي يعد أهم حدث فلكي على امتداد القرن الحالي، فعليك بالهند ! . وتقدم شركات الطيران و السياحية الهندية عروضا لمتابعة الكسوف الكلي الذي يعتبر الأطول خلال القرن الحادي والعشرين. ويظهر أطول كسوف كلي للشمس الأربعاء الموافق للثاني والعشرين من يوليو/ تموز لعام 2009، ولا يتوقع حدوث كسوف كلي قادم للشمس حتى تاريخ 13 يونيو (حزيران) 2132. وقد استعدت الفنادق الهندية لهذا الحدث الكبير والفريد، حيث سيحضره مشاهدين وعلماء فلك من مختلف أنحاء العالم .
وقد تكون هذه هي الفرصة الوحيدة لمشاهدة وتصوير الكسوف عن كثب، حيث تقوم شركات السفر "سبيس تكنولوجي" و"إكليبس تشاسرز أثيناويم" و"إديوكيشن ليميتد" "كوكس" و"كينجز إنديا ليميتد" بتنظيم رحلات جوية للراغبين في متابعة الكسوف من خلال تذكرة طيران ذهابا وإيابا إلى نيويورك. ويطلق على هذه الرحلة و التي ستتم على متن طائرة بوينغ (737 ـ 200) historic eclipse flight (رحلة الكسوف التاريخية)، وهي الأولى من هذا النوع في الهند حيث ستتيح مشاهدة الكسوف الشمسي من فوق السحاب. و ستستمر الرحلة لمدة ثلاث ساعات، تقلع فيها الطائرة من نيودلهي في الرابعة والنصف مساء الأربعاء، وتحلق فوق مدينة غايا في ولاية بيهار الهندية لحين يبدأ الكسوف. ويمكن أن تحجز تذكرة للرحلة الجوية لمشاهدة الكسوف من على ارتفاع 41.000 قدم، ومن فوق السحب الموسمية الهندية الكثيفة.
ويحدث كسوف الشمس عندما يصطف القمر على خط واحد بين الشمس والأرض، ويكون الثلاثة على خط واحد، وبذلك يُغطى جزء من الشمس أو تُغطى جميعها ليصبح كسوفا كليا. ويعد الكسوف الكلي للشمس ظاهرة طبيعية نادرة الحدوث، ويسافر الناس إلى أماكن بعيدة في مختلف أنحاء العالم لمشاهدة ذلك، مما يعود بمكاسب كبيرة على شركات السفر.
ويقول توماس ثوتاتثيل، وهو المتحدث باسم الشركة المنظمة الرحلة: «يفهم الناس قيمة حدوث فرصة مرة واحدة في الحياة».
وقد صرحت شركات طيران أخرى بأنها سوف تنظم رحلات جوية لعملاء مختارين، معظمهم من المسؤولين البارزين بالشركات بمقابل مادي ، وستكون تكلفة الرحلة مغطاة من خلال مئات من الساعات التي تمثل رحلات جوية حجزها هؤلاء العملاء خلال العام
وسيكون الكسوف الذي يظهر في 22 يوليو (تموز) الأطول في القرن الحالي، حيث يستمر لمدة 6 دقائق و38 ثانية. يبدأ خلالها في الهند، مرورا بالصين يمتد بعدها إلى القليل من الجزر اليابانية نهاية بالمحيط الهادي.
ويحمل هذا الكسوف أهمية كبيرة خصوصا بالنسبة للعلماء والمشاهدين، حيث إنه سيكون كسوفا كاملا في المناطق المزدحمة بالسكان وسط وشرق وغرب وشمال شرقي الهند.
يقول بيوش باندي، المدير بـ«نهرو بلانتاريوم» بمومباي: «نظريا، فإن الكسوف الكامل يكون لمدة 7 دقائق و30 ثانية وهي أقصى مدة يمكن أن تشاهد فيها على كسوف إذا كنت في مكان واحد، وخلال هذه المدة فإنه عن طريق متابعة ظل القمر يمكن للناس الموجودين داخل الطائرات زيادة هذه المدة إلى 74 دقيقة مما يعني زيادة بمقدار نحو عشرة أضعاف المدة القصوى المتاحة نظريا على الأرض في مكان واحد».
ويضيف باندي: «حدث ذلك سابقا أعوام 1973 و1995 و1999، ولكنها قد تكون المرة الأولى التي تحدث على متن رحلة تجارية. حيث يعد ذلك حدثا رائعا لمن سيتمكن من متابعته، ولذا فإن هذه الرحلة تستحق المال الذي يدفع فيها. ولا داعي لتقلق بخصوص عينيك فالقمر سيكون بمثابة مظلة خلال هذا الوقت».
ويشهد هذا العام 2009 ثلاث عمليات خسوف وكسوف في متعاقبة بشكل سريع، فقد وقع خسوف للقمر في 7 يوليو (تموز)، ويقع كسوف للشمس في 22 يوليو (تموز)، و سيقع خسوف آخر للقمر في 6 أغسطس (آب). وفي غضون ذلك يستعد أصحاب الفنادق في باتنا لاستقبال تدافع علماء الفلك المتوقع أن يصلوا إلى هناك. وتعد السياحة الفلكية شيئا مفاجئا في هذه البلاد، حيث ظل الناس لفترات طويلة ينظرون إلى الكسوف والخسوف، ولا سيما الكسوف، على أنه نذير شؤم. وما زال الاعتقاد بأن الشمس تقع تحت رحمة جرمين سماويين شريرين هما راهو وكيتو، وأنهما هما اللذان يتسببان في الكسوف، ما زال منتشرا بين قطاع كبير من المواطنين، رغم مع انتشار المعرفة بعلم الفلك بينهم. وللحصول على المزيد من التفاصيل، يمكن الاتصال حاليا بـ(1800 22 1235 / 1800 20 9040 / 098675 65599)، أو التواصل عبر البريد الإلكتروني على ([email protected])، كما يمكن زيارة الموقع الالكتروني على شبكة الإنترنت (www.coxandkings.com)
المصدر : صحيفة الشرق الأوسط