نجوم مصرية
منتديات نجوم مصرية المنتدى العام أخبار مصرية



تابع نجوم مصرية على أخبار جوجل




فلم مصرى عن معركة كبريت يصورة مجموعة من الشباب

 



العقيد إبراهيم عبد التواب








ملحمة كبريت 1973
العقيد إبراهيم عبد التواب قائد نقطة كبريت الذى قاوم الحصار واستشهد بين جنوده فى الملحمة العظيمة
ملحمة من ملاحم أكتوبر 1973 على أيدي أبطال الحرب وأصحاب الانتصار الحقيقيين هكذا كانوا وهكذا رحلوا لينسب الأحياء بطولة الحرب لأنفسهم كذبا وافتراء على حقوق أشرف الخلق من أبنائنا هؤلاء هم شهداء مصر وهؤلاء هم إبطال وأصحاب نصر أكتوبر.أللهم ألحقنا بهم وارزقنا موتتهم مع أبطال ملحمة كبريت:- مع العقيد إبراهيم عبد التواب كفنوني بعلم مصر، وسلموا ابنتي (مني) المصحف والمسبحة تلك كانت وصيته الأخيرة التي أبلغها لرفاقه من الجنود والضباط . فالمهمة كانت ثقيلة. والموت كان يحاصره من كل اتجاه. لكن قلبه لم يعرف الخوف . كان عنيدا. صلبا . يقاتل بجسارة . يتقدم الرفاق . ضاربا المثل والقدوة. ياه من أي نوع أنت . كيف امتلكت قلوب الجميع . وصمدت بهم وسط النيران والحصار لأكثر من 135 يوما في قاعدة كبريت التي تقع علي الشاطئ الشرقي للبحيرات المرة، في المنطقة الفاصلة بين الجيشين الثاني والثالث الميداني؟! مضيت أبحث عن زوجته، عن أبنائه، عن رفاقه، أريد أن أعرف التفاصيل حكاية الشخص القضية. كان لقائي الأول مع العميد سامي حجازي أحد أبطال هذه الملحمة، أعطاني هواتفهم، التقيت بهم وجها لوجه،استمعت إلي رواياتهم، كأنني أستمع لحلم جميل، يرد الاعتبار، ويعيد إلينا الثقة بالذات. جاءت إليٌ السيدة بركسيان جمال الدين زوجة الشهيد العقيد إبراهيم عبدالتواب، إنها لا تزال ترتدي السواد، السنوات تمضي لكنها لا تزال تذكر أدق التفاصيل، كان كتوما، قالت بلغة هادئة: ‘تزوجنا في عام 1962 كان يومها برتبة ملازم ثاني، عشنا في الإسكندرية، كان تدريبه في العامرية وأبوقير والقاعدة البحرية في رأس التين ابتداء من أعوام 1971 . 1972. 1973 لم أكن أعرف عن عمله شيئا، كان يعشق الجندية، كان يحب تراب الوطن،كان يعود إلي منزله متأخرا، وعندما كنت أسأله، كان يتكتم الأمر،وكان يقول لي: ‘أنت متزوجة من ضابط وليس موظفا في بنك’ بعد حرب أكتوبر عرفت أنه كان في مهمة تدريب هو والكتيبة التي كان يترأسها.في يوم ١ أكتوبر 1973 طلب مني أنا والأولاد الاستعداد للسفر إلي القاهرة، كان طبيعيا للغاية، لكنني كنت أشعر أن هناك شيئا ما طي الكتمان.عندما وصلنا إلي القاهرة طلب أن يري والدته، قبٌل يدها وقال:’ادعي لنا يا حاجة ربنا ينصرنا دي حتكون دعوة حلوة للبلد’.. توقفت أمام الكلمات لكنني لم أفهم شيئا من الأمر، قام بتقبيل أنجاله طارق ٦ سنوات - في هذا الوقت - خالد ٤ سنوات، مني ٩ سنوات ومضي إلي الجبهة’. أيام وشهور طويلة قضاها ضباط وجنود الوحدتين 601، 603 في تدريب شاق بالإسكندرية، إنهم مجموعة جري اختيارها بعناية شديدة، كان الكل يتساءلون: هل هناك حرب بالفعل؟ وهل هناك فائدة حقيقية من وراء هذا التدريب الشاق؟ تذكر إبراهيم عبدالتواب كلمات الفريق سعد الدين الشاذلي الذي جاء إليهم مساء إحدي المناورات ليقول لهم ‘أنتم المسمار الأول الذي سيدق في نعش العدو’.. في 20/٩/1973 جاءت التعليمات إلي الإسكندرية ‘ستتحركون لإجراء مناورة علي الجبهة’.. تحركت الوحدتان، اصطحبوا معهم معداتهم، وتحركوا بها علي القطار الذي كان ينتظر خصيصا، توجه الركب حتي وصل إلي ميناء الأدبية في الأول من أكتوبر ومن هناك إلي منطقة - حبيب الله - لم يكن الضباط والجنود يعرفون حقيقة الأمر حتي هذا الوقت، كان الكل يتساءل: هل هي مناورة، أم هو استعداد للحرب التي طال انتظارها؟ في الرابع من أكتوبر جاء إلي الجمع قائد الموقع، عقد اجتماعا للضباط لتسليمهم المهمة وإبلاغهم بها.. وحتي بعد هذا الاجتماع لم يكن الحاضرون يعرفون هل هي مهمة تدريبية أم عمليات فعلية. بعدها بقليل التقي العقيد إبراهيم عبدالتواب مع ضباطه، وكان قد تسلم المهمة من قيادة العمليات بالقيادة العامة للقوات المسلحة، وراح يبلغ بها الضباط أعضاء كتيبته، كانت مهمة الكتيبتين 601، 603 محددة في إشغال العدو والتمويه والتصدي له عند منطقة الممرات وتحديدا ممرا متلا والجدي، بدأت عملية الاقتحام في هذا الوقت باقتحام البحيرات المرة الصغري تحت غطاء من نيران المدفعية والقصف الجوي للقوات المسلحة المصرية في الواحدة والنصف ظهرا، أي قبل العبور بنصف ساعة ثم التحرك شرقا علي طريق الطاسة ثم طريق الممرات بهدف الاستيلاء علي المدخل الغربي لممر متلا، مضت الكتيبة نحو الممرات، لم يكن هناك إسرائيليون في المقابل، كان الهدف هو منع العدو القادم من التقدم إلي سيناء وكانت المهمة كتيبة تتحرك باتجاه ممر متلا والأخرى تتحرك باتجاه ممر الجدي، زحفت القوات في شكل مظاهرة، حيث كانت كل كتيبة تضم نحو 90 مركبة..اشتبكت قوات الاحتلال مع الكتيبة 601 فقضت علي معظمها بعد أن قاتل ضباط وجنود الكتيبة قتال الأبطال وألحقوا بالعدو خسائر فادحة.نجحت الكتيبتان في تنفيذ الخطة كاملة، حيث كان الهدف هو إشغال العدو من ٦ إلي ٨ ساعات وهي المدة المناسبة للعدو لجمع احتياطي الدبابات، ظلت القوات المصرية في اشتباك مع قوات العدو من موقع إلي موقع، حتي صدرت التعليمات للكتيبة 6٠3 بقيادة البطل إبراهيم عبدالتواب باقتحام النقطة الحصينة ‘كبريت’ والاستيلاء عليها. وبالفعل في تمام الساعة 30:٦ من يوم التاسع من أكتوبر تحركت الكتيبة في اتجاه كبريت، وكانت الخطة تقضي باستغلال نيران المدفعية والدبابات لاقتحام الموقع من اتجاهي الشرق والجنوب بسرية مشاة، في الوقت الذي تقوم باقي وحدات الكتيبة بعزل وحصار من جميع الاتجاهات لمنع تقدم قوات احتياطي العدو الإسرائيلي. وأثناء التحرك تعرضت الكتيبة لغارة جوية من طائرات العدو، إلا أن القوات المصرية واصلت تقدمها دون اكتراث.وعند وصول الكتيبة إلي جنوب الموقع المستهدف بحوالي ٣ كيلو مترات،قام العدو بفتح نيران كثيفة من دباباته بغرض تكبيد الكتيبة أكبر قدر من الخسائر ومنعها من التقدم، حيث أمر العقيد إبراهيم عبدالتواب بتخصيص فصيلة مشاة + فصيلة دبابات للتعامل مع دبابات العدو، مع استمرار بقية أفراد وضباط الكتيبة في تنفيذ مهمتها، وقد أسفرت الاشتباكات في هذا الوقت عن تدمير عدد ٢ دبابة للعدو.وعندما وصلت الكتيبة علي مشارف ‘كبريت’ بدأت مجموعات العزل تتحرك طبقا للخطة الموضوعة لمحاصرة النقطة من جميع الاتجاهات المحتمل تقدم احتياطيات العدو منها، وذلك خلال التمهيد النيراني للمدفعية والدبابات، وقد تم وصول المجموعات إلي أماكنها وأبلغت بتمام الاستعداد لقائد الكتيبة. هنا علي الفور تحركت مجموعات الاقتحام في اتجاه الجنوب والشرق وفي مقدمتهم أطقم المهندسين، حيث تم فتح الثغرات، ثم اندفعت مجموعات الاقتحام خلالها وتمت مهاجمة النقطة القوية واقتحامها الساعة 12:30 نفس اليوم. كان أول من اكتشف وجود دبابات يهودية في هذا الموقع هو الضابط عبدالرازق عبدالمقصود شامة الذي أبلغ قائده إبراهيم عبدالتواب فمضي للاستيلاء عليها، اقتحم الأبطال الموقع بجسارة مدهشة، كانوا متعبين بعد أن عادوا من جوف الصحراء، وقاتلوا منها العدو قتال الأسود، غير أنهم في عملية اقتحام قاعدة كبريت أظهروا شجاعة منقطعة النظير.شاهد الضباط والجنود الإسرائيليون القوات المصرية تزحف باتجاههم فهربوا مولين الفرار علي بعد حوالي كيلو متر شمال شرق القاعدة. ونجح أفراد الكتيبة المصرية في الاستيلاء علي ٢ مركبة نصف جنزير وكميات كبيرة من الذخائر والأسلحة والوقود والمياه ووثائق وخرائط العمليات. تم رفع العلم المصري خفاقا علي النقطة، وقام قائد الكتيبة العقيد إبراهيم عبدالتواب بإعادة توزيع قواته بما يحقق الدفاع عن الموقع من جميع الاتجاهات، ثم قام بإبلاغ قيادته بتنفيذ المهمة وحصر الغنائم قبل آخر ضوء من بزوغ الشمس. وجاء الرد للعقيد إبراهيم عبدالتواب بالاستمرار في تنفيذ المهمة والتمسك بالموقع والسيطرة علي المنطقة المحيطة به مهما كلف ذلك من تضحيات، وكلف قائد الكتيبة عناصر المهندسين بزرع حقول الألغام المضادة للدبابات علي طرق الاقتراب المحتملة لقوات العدو وتجهيز مداخل المنطقة بحقول ألغام علاوة علي الدوريات والكمائن التي كانت تدفع يوميا في الاتجاهات المهددة. وقد استمر الأمر علي هذا الحال حتي يوم 14 أكتوبر حيث كلفت الكتيبة بتأمين دفع اللواء 25 مدرع في اتجاه منطقة الدفرسوار بنيران كافة الأسلحة الموجودة في الموقع، بالإضافة إلي دفع ٢ دورية مكونة من أطقم ‘آر بي جيه’ في الاتجاهات المهددة وكلفت الكتيبة أيضا بتقديم المعاونة الطبية لجرحي اللواء 25 مدرع بعد المعركة العنيفة التي دارت مع مدرعات ومدفعية العدو وتم إخلاء جميع الحالات إلي الضفة الغربية بواسطة القوارب والناقلات البرمائية ‘ك 61′. وفي التاسع عشر من أكتوبر تم دفع دورية استطلاع حجم وأوضاع العدو بالمنطقة شمال النقطة القوية كبريت، وقد تمكنت الدورية من تدمير ٢ دبابة والاستيلاء علي وثائق وأسلحة وخرائط عمليات.ويبدو أن العدو كان مصمما ومصرا علي استرداد النقطة لأهميتها الحيوية، وكونها مسيطرة علي رأس كوبري النقرة ٧ مشاة، لذلك تعرضت الكتيبة خلال الفترة من 19 - 23 أكتوبر 1973 لهجمات مضادة متتالية تحت ستار قصف مركز لطيران ومدفعية العدو، إلا أن الكتيبة تمكنت من صد جميع هذه الهجمات المضادة وتم تدمير دبابتين للعدو.وخلال الفترة من 23 أكتوبر إلي أول نوفمبر ونتيجة فشل العدو المتكرر في استرداد القاعدة ازدادت هجماته المضادة شراسة، خاصة بعد أن نجحت بعض قواته في العبور إلي غرب القناة، وفرض حصار لعزل الكتيبة عن القوات الرئيسية بهدف استعادة قاعدة كبريت، فراح يحكم قبضته حولها ويحاصرها من جميع الجوانب ظنا منه أنه سيجبر ضباط وأفراد الكتيبة 603 علي الاستسلام والخنوع، غير أن العدو فوجئ بمقاومة لم يكن يتوقعها أو ينتظرها. بعد أن نجحوا في مهمتهم داخل منطقة الممرات بسيناء كيف استطاع أبطال الكتيبة 603 اقتحام الموقع الإسرائيلي في كبريت بالرغم من كافة التحصينات ؟
• قائد الكتيبة العقيد إبراهيم عبدالتواب أقسم مع جنوده: إما النصر وإما الشهادة ورفض كافة مطالب وإغراءات الإسرائيليين
• النقيب شوقي الجوهري ترك دبابته وانطلق هو وجنوده يقتحمون موقع الألغام في عملية بطولية عظيمة
• الإسرائيليون تركوا طعامهم وأسلحتهم وهربوا من الموقع بعد أن أصيبوا بحالة من الصدمة كانت قاعدة كبريت مقرا لأحدي قيادات العدو الإسرائيلي الفرعية، وملتقي الطرق العرضية شرق القناة، وهو الأمر الذي عكس أهمية القاعدة إذ يمكن من خلالها السيطرة علي كافة التحركات شرق أو غرب منطقة كبريت، وهي أيضا نقطة الاتصال بين الجيشين الثاني الميداني والثالث الميداني المصريين، وهي علاوة علي كل ذلك تقع في أضيق منطقة بين البحيرات المرة ألكبري والصغرى والمسافة بين الشاطئين الشرقي والغربي عند هذه المنطقة لا تزيد علي 50 مترا، وتوجد في الوسط جزيرة يستطيع من خلالها العدو تطويق الجيش الثالث والوصول لمدينة السويس. كان الموقع الإسرائيلي الذي تمت إقامته في ‘كبريت’ عبارة عن ملاجئ حديدية مكسوة بخرسانة مسلحة وتعلوها عدة طبقات من قضبان السكك الحديدية بالتبادل مع فلنكات خشبية وأكياس الرمل، ثم طبقات من الحجارة الجيرية أو الصخرية متخذة شكلا هرميا داخل شبكة من سلك الأرانب القوي، كل ذلك
كان بغرض امتصاص الموجات الانفجارية لجميع أنواع القنابل حتي زنة ألف رطل. ويصل بين الملاجئ ومرابض النيران خنادق مواصلات مكسوة بألواح صاج معرج وزوايا حديدية وأكياس رمل.. أما دشم النيران فكانت بالخرسانة المسلحة بسمك يصل حتي 50 سم، كما يتواجد بالموقع عدة مزاغل تسمح بتغطية جميع الاتجاهات بنيران متشابكة وتحقق التعاون بين الدشم وبعضها البعض، وقد قام العدو بإنشاء العديد من نقاط الملاحظة وأبراج المراقبة علي أجناب الموقع وتم تجهيزه بما يوفر راحة المراقبين وسرعة تبليغ المعلومات وخط التليفون، بجانب وجود أجهزة للإنذار، مستخدما أجهزة رؤية حديثة ومتطورة ذات قوة تكبير عالية وغرف عمليات تحتوي علي محطات لاسلكية وتحاويل خطية وماكينات شحن. وكان يتوفر داخل النقطة إمكانات الاكتفاء الذاتي لمدة شهر ويزيد، علاوة علي توفر كافة الاحتياطات الإدارية والطبية وماكينة إنارة وماسورة مياه تصل داخل النقطة وغرفة عمليات جراحية كاملة التجهيز وكميات كبيرة من الأدوية والمعدات الطبية. الآن استطاعت الكتيبة 603 أن تستولي علي الموقع وأن تجبر العدو علي التقهقر، العقيد إبراهيم عبدالتواب الذي ان برتبة مقدم في هذا الوقت يضع خطة التصدي للهجمات الإسرائيلية التي لم تتوقف بغرض استعادة الموقع من أيدي القوات المصرية، يذكر ضباطه وجنوده كيف نجحوا منذ أيام قليلة في تنفيذ خطة الاختراق داخل سيناء بنجاح .. كانوا هم الطعم الذي تم الدفع به لإشغال العدو وتضليله عن اتجاه المجهود الرئيسي للقوات، عندما قال وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه ديان سأدمر القوات المصرية في ٦ ساعات، كان يقصد هاتين الكتيبتين اللتين دخلتا إلي عمق الممرات، ولم يكن يدري ان القيادة العسكرية المصرية قد نجحت في خداعه، بعد أن تحقق الهدف وهو جر المدرعات الإسرائيلية إلي الداخل وحتي لا يبقي أمام الجيش المصري الذي كان يعبر في هذا الوقت سوي المشاة الإسرائيليين.قال العقيد إبراهيم عبدالتواب: سنصمد في هذا الموقع أيا كانت النتائج، وكان الجميع يبدون في غاية الحماس.. اتجهت الأنظار إلي النقيب شوقي الجوهري الذي اقتحم الموقع وهو مليء بالألغام ونجح في مهمته وكأنهم يقولون كلنا شوقي الجوهري.إذن هذا هو شوقي الجوهري، منذ عدة أشهر جلست معه ومع د.جابر الشعراوي وآخرين وبوجود العميد سامي حجازي الذي كان ملازما ثانيا في وقت الحرب،بدأت اسمع الرواية علي لسان شهود المعركة، وكان لقاؤنا في أحد أيام شهر مايو الماضي بمنزل سامي حجازي علي طريق مصر - إسكندرية الصحراوي. كان العمر قد مضي بالرجال، وكنت قد اتفقت مع المقاتل مصطفي مبارك ابن عم الرئيس مبارك وأحد أبطال هذه المعركة علي أن يكون معنا، غير أن العميد سامي حجازي الذي كان يترأس نقطة مراقبة متقدمة خلال المعركة
والحصار ابلغني في هذا اليوم ان الرجل قد رحل إلي جوار ربه.يحكي لي شوقي الجوهري الذي كان قائد السرية (٦) في هذا الوقت ويقول:’أخذت أمضي بسريتي ودباباتي لاقتحام حقل الألغام، تركنا الدبابات واقتحمنا حقل الألغام بالسلاح الشخصي وهجمنا علي الإسرائيليين بعد ان حاصرنا الموقع حوالي ٦ ساعات، وفوجئ الإسرائيليون بالهجوم وهربوا عبر الخنادق بعد أن أسرنا عددا منهم’.
عندما دخلت الكتيبة المصرية إلي الموقع وجدوا الطعام لا يزال ساخنا ووجدوا معدات وأدوات ومشروبات وملابس حريمي كل ذلك إلي جانب الذخائر والمعدات العسكري التي تركوها وهربوا.
في الخلف كان يوجد مطار كبريت، بدأوا عمليات القصف ضد القوات الموجودة في الموقع، وكان الأبطال يقاومون بكل قوة، خاصة بعد أن أرسل العدو بقواته ابتداء من يوم ٢٢ أكتوبر بالطائرات لضرب الموقع بالصواريخ،وكان الهدف هو دك كل مظاهر الحياة: البشر، والمكان، والأسلحة..
كانت الغارات الجوية مستمرة، بمعدل غارة كل ٥ دقائق. أكثر من 2500 طن من مادة ال’تي.إن.تي’ تم إلقاؤها من الطائرات علي الموقع، استشهد الكثيرون، ولكن المقاومة ظلت مستمرة. كان الضابط جابر الشعراوي يمضي مع عدد من الجنود إلي دشمة العمليات، مضي إلي داخل دبابة كانت تقف إلي جوار دبابة قائد السرية ‘محسن’ والذي انضم للكتيبة عند اقتحام كبريت، انفجرت دبابته واستشهد علي الفور، كانت الخسائر كبيرة، التف الضباط حول الشهيد القائد إبراهيم عبدالتواب الذي كانت روحه المعنوية عالية جدا، فقام بإعادة توزيع القوات. ومع فشل الغارات الإسرائيلية، بدأت مواقع المدفعية الإسرائيلية المجاورة توجه ضرباتها إلي موقع كبريت غير أن القائد إبراهيم عبدالتواب طلب من أفراد الكتيبة عدم الرد إلا بإشارة منه، وطلب من الجميع أن يبقوا في وضع الاستعداد. كان الملازم سامي حجازي مسئولا عن نقطة المراقبة الخارجية وكان يبلغ المعلومات إلي القيادة أولا بأول.. وفي هذا الوقت أبلغ بتقدم الدبابات الإسرائيلية بحوالي 20 دبابة من جهة الغرب، غير أن الدبابات دخلت في حقل ألغام كانت قد زرعته القوات المصرية. هنا أصدر القائد إبراهيم عبدالتواب أوامره بالضرب والهجوم، فأصيب الإسرائيليون بحالة من الذعر الشديد وكانوا قد ظنوا أن دك الطائرات للموقع وإلقاء هذه الكميات الهائلة من المتفجرات الحارقة من الطائرات قد أنهي كل شيء، خاصة ان القوات المصرية قد نجحت في تحقيق خطة الخداع التي وضعها إبراهيم عبدالتواب بالصمت الكامل بعد ضرب الطائرات.وفجأة صدرت التعليمات، وانهمرت الصواريخ ودانات المدافع باتجاه القوات الإسرائيلية المهاجمة وفي هذا اليوم نجح ما تبقي من أعضاء الكتيبة المصرية في تدمير حوالي 16 دبابة إسرائيلية مما اضطر الآخرين إلي الهروب.لم يتوقف الإسرائيليون عن معاودة الكرة وضرب المواقع بالطائرات والمدافع، وفي يوم 23 أكتوبر بدأوا ينادون علي أفراد الكتيبة بالميكروفونات، يطالبونهم بالاستسلام وكانت أصوات الميكروفونات تدوي في آذان الأبطال.. ‘سلم سلاحك يا مصري، اخرجوا علي الإسفلت وسنعاملكم كويس، اطلعوا واتركوا سلاحكم الحرب انتهت خلاص’.كان القائد إبراهيم عبدالتواب يبث في نفوس جنوده وضباطه الحماس، وكان الجميع علي قلب رجل واحد، كان الطعام والشراب قد نفد، وكانت الأسلحة قد أصابها الوهن، وكان التعب والإجهاد قد نال من الجميع، وكان الشهداء يتساقطون الواحد بعد الآخر، غير أن المقاتلين ظلوا علي شراستهم في القتال. بعد أن استطاع الإسرائيليون فرض خطة عزل الكتيبة المرابضة في موقع كبريت عن الجيشين الثاني والثالث كانت سيارة إسرائيلية قد تجرأت واقتربت من الموقع، فقام أحد أفراد الكتيبة بضربها، فانقلبت واستطاع جندي مصري أسر ثلاثة جنود إسرائيليين كانوا علي متنها، فجاء بالجنود الثلاثة من قفاهم، وتقدم بهم نحو قائد الموقع إبراهيم عبدالتواب فكان المشهد رهيبا، ارتفعت أصوات المحاصرين: الله أكبر.. الله أكبر، ولم لا وقد حصلوا علي صيد ثمين؟! وفي التحقيقات التي تم إجراؤها مع الجنود الإسرائيليين الثلاثة والذين كانوا في حالة ذعر شديد كشف الأسري عن غارة إسرائيلية ضخمة يعد لها بهدف دك الكتيبة في الخامسة مساء وبعد آخر ضوء في هذا اليوم، وبالفعل في التوقيت نفسه كانت هناك أربع طائرات فانتوم تدك الموقع مجددا بقوة وشراسة، وتلقي بالقنابل والمتفجرات علي الموقع إلا أن كل ذلك لم ينل من عزيمة الأبطال برغم سقوط العديد من الشهداء. ظلت القوات صامدة، وعندما لم يجد الإسرائيليون أية استجابة راحوا يوجهون ضرباتهم في مواجهة أي صوت مدفع ينطلق، أو صاروخ ينطلق، إذاتوقف الطيران، بدأت المدفعية تدك مع التقدم إلي الأمام رويدا رويدا، وفي هذا الوقت استطاعوا ضرب ثلاث دبابات مصرية، بينما نجحت القوات المصرية في ضرب دبابة إسرائيلية، هرب منها جنودها وتركوها ‘دايرة’ لنحو ثلاثة أيام ولم تتوقف إلا بعد أن انتهي البنزين من داخلها.لم يستطع الإسرائيليون اقتحام الموقع مجددا، فقد استخدموا سياسة الكر والفر، وكان هناك نحو 27 دبابة وعربة نصف جنزير إسرائيلي مدمرة حول الموقع ولم يستطيعوا سحبها بعد أن أصبحت في مرمي النيران المصرية. وفي الرابع والعشرين من أكتوبر بدأ الإسرائيليون شن حرب من نوع جديد ضد أبطال الموقع، عندما راحوا يرددون عبر الميكروفون أن الاشتباكات قد توقفت بين الجيشين الإسرائيلي والمصري وان هناك مفاوضات تجري للصلح النهائي، وانه ليس أمام القوات المصرية الموجودة في الموقع سوي التسليم غير أن قائد القوات إبراهيم عبدالتواب رفض كافة المحاولات وصمم علي الاستمرار متمسكا بالموقع حتي ولو أدي الأمر إلي استشهاده واستشهاد كل من معه. كان الموقف صعبا للغاية، لا يوجد ماء، ولا طعام، كما أن جميع شبكات الاتصال مع الجيش الثالث الميداني ومع اللواء أحمد بدوي قد انقطعت بعد أن قام الإسرائيليون بفرض الحصار من كل اتجاه، غير أن القوات المصرية ظلت صامدة في موقعها لمدة 134يوما. إلى حلقة أخرى من حلقات الفخار وأبطال استشهدوا كى نعيش ونحيا تحية إعزاز وإجلال بأصحاب نصر أكتوبر والى حكومتنا الكريمة أرجو ألا تضيع دماء شهدائنا هدرا فلتحافظوا على سيناء لأبنائنا لا ألى اليهود يمرحون فيها وملاجئ..على شواطئ شرم الشيخ أرجو أن تحترموا دماء شهدائنا بفعل المنكرات على أرض رواها أبطال مصر البواسل ألى أبطال أحرون كثيرون نكشف عنهم صفحات النسيان وليستطع عملهم للعالم حتى لا ينتحل آخرون صفة أصحاب النصر .
تابع نجوم مصرية على أخبار جوجل


ويعتبر الشهيد مقدم/ إبراهيم عبد التواب أخر شهداء حرب أكتوبر توفى 17/1/1974 فى ظل عدم احترام تام لوقف إطلاق النار من الجانب الإسرائيلي






المقال "فلم مصرى عن معركة كبريت يصورة مجموعة من الشباب" نشر بواسطة: بتاريخ:
ali_bob2
دائما ء مصر مليئة بالناس المفخرة
شكرا لموضوعك
muhammad ebraahim
دائما ء مصر مليئة بالناس المفخرة
شكرا لموضوعك

كلامك صحيح

وشكرا ليك



اسم العضو:
سؤال عشوائي يجب الاجابة عليه

الرسالة:


رابط دائم

مواضيع مشابهة:
مجموعة اشعار عن ثورة الشباب
لو كنت عود كبريت ماذا سوف تحرق
الكبريت ، كبريت Sulfur Sulphur S

Powered by vBulletin Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة © fmisr.com منتديات نجوم مصرية